روزا بن شعب الكفيفة التي علّمت المبصرين دروساً في الصمود والكفاح والعزيمة والإرادة

روزا
علت الشابة روزا بن شعب منصة الفعالية وتوجهت الأسماع إليها رأفة بها فهي الفتاة العمياء التي تحتاج للدعم والرحمة والشفقة .. لكن ماإن بدأت في الكلام حتى عم صمت رهيب في قاعة مركز بلفقيه تلا ذلك دموع تنهمر من أعين الحاضرين وهي تروي قصص جميلة كان أروعها وفاء زوجها الذي رضي بأن يكون زوجاً لامرأة عمياء ، وفي مفتتح كلمتها طلبت من الحاضرين في القاعة بإغماض أعينهم لثانية لإحساس بشعور فقد البصر وشكر الله على هذه النعمة العظيمة.
وبدأت تروي الرائعة روزا بن شعب قصص ألم ممزوجة بصمود وتحدي وإرادة تفتت الصخر حيث كشفت عن إصابتها بالعمى وهي في سن السابعة حيث أغلقت في ذلك المواقف الكثير من الآمال أمامها فقد أصبحت عمياء لكن الثقة في الله وامتلاك الإرادة ساعد الرائعة روزا بإطلاق أول شعاراتها (لا إعاقة مع الإرادة .. المجتمع هو المعيق)
وأعلنت بعد ذلك عن رحلة التحدي والعزيمة في العام 1999م بعد أن التحقت بالصف الثامن بمركز النور للمكفوفين وكانت المفاجأة فقد حققت بنسبة 97%” في المرحلة الأساسية.
ولم تقف الطموحات عند ذلك فقط أطلقت رحلة نجاح أخرى رغم خيبة الأمل التي واجهتها بعد رفض المسئولين في إحدى الثانويات من قبولها كونها عمياء لكنها لم تستلم وطلبت منحها الفرصة وإن فشلت ستلملم أوراقها وتعود أدراجها إلى بيتها وأسرتها فتم قبولها تحت إلحاحها وإصرارها ومضت الأيام وروزا تذهب للثانوية وتفرض نفسها فقد أذهلت معلماتها بعد الإعلان عن تحقيقها للمرتبة الثانية على مستوى الثانوية العامة إضافة إلى تكريمها بلقب الطالبة المثالية الأمر الذي أوقف إدارة الثانوية ومعلماتها إجلالاً وتقديراً لهذه المرأة العظيمة.
استمرت روزا وسط تصفيق لم ينقطع وذهول من الحاضرين الذي توقع بعضهم أنه في حلم استمرت تروي قصتها فقد واصلت التميز والنجاح ومساعدة أقرانها من الشباب والفتيات العميان حيث أسهمت في تأسيس مركز الضياء لرعاية الكفيفات في العام 2001 وهو أول مركز من نوعه في حضرموت حتى دارت الأيام وهاهو المركز يحتضن أكثر من 70 طالبة .
بعد كل هذا النجاح الذي صنعته فتاة عمياء توقع الحاضرون أن تصمت روزا وتغادر مسرح تيدكس كما يفعل كل كتحدث عقب انتهاء كلمته في الفعالية لكنها فجرت نجاحاً وإبداعا أروع حينما أعلنت أنها توجهت في لعام 2004م للتسجيل في الجامعة وكانت خيبة أمل أخرى حين رفض طلبها تحت ذريعة مكررة ماذا ستدرس هذه العمياء على حد قولها ؟
ومع ذلك تكرر إلحاح وإصرار روزا حتى تم قبولها في قسم اللغة العربية وبعد سنوات من الدراسة تخرجت أمام ذهول الجميع بنسبة نجاح بلغت 88%   ولم تخل سنوات دراستها في الجامعة من إبداع فقد كانت حاضرة في المجال الإعلامي والأدبي
 وواصلت روزا تعرض ماحققته من انجازات على المستوى المحلي والوطني والإقليمي  ففي لعام 2009 حصلت على شهادة تدريب من المنظمة الفرنسية “انترناشيونال” للتدريب ، واختيرت 2004 ـ 2006 عضو اتحاد المكفوفين بالشرق الأوسط.
وكان لها الدور الأكبر في إدخال أول ناطق لتعلم الحاسوب للكفيفين ، حصلت على الرخصة الدولية للتدريب من المنظمة الفرنسية للتدريب في العام 2009 ، في إبداعها الإعلامي تقدم في إذاعة المكلا برنامج (معاقون لكن عظماء) كما أن المبدعة روزا ساهمت في إنشاء جمعية لرعاية المعاقين بدولة فلسطين.

لم تنسى الوفية روزا وفاء زوجها في كلمتها في تيدكس ذلك الزوج الذي وصفته بالحبيب الوفي (أبوعمار) الذي رضي بها زوجة رغم إعاقتها ليرسما قصة كفاح وعزيمة رائعة وعظيمة 
اختتمت روزا حديثها بالتأكيد أنها ستواصل مشروعها الذي يحمل شعار نحن هنا  .