ناصر بن وبر : ألغيت من قاموسي الكثير من الأمثال الحضرمية الداعية للانكفاء والخضوع والرضا بالقليل

في اللحظة الذي نادى فيها مقدم فعالية تيدكس بالدكتور ناصر بن وبر لاعتلاء مسرح تيدكس توجهت الأنظار نحو هذا الشاب الأسمر الذي بدا على محياه قصة كفاح مريرة لكنها كانت رائعة الختام الشاب ناصر بن وبر كان أحد الرائعين على خشبة مسرح تيدكس المكلا .. وكان المتحدث الثالث  عشر في ترتيب المتحدثين في ذلك اليوم الرائع الذي ترك انطباعاً رائعاً بامتلاك حضرموت شخصيات لديها القدرة في الوصول إلى أكبر المناصب القيادية وعدم الرضا بوظيفة الدولة فقط..
ترقب الحاضرون عن ماذا سيحكي الشاب ناصر بن وبر الذي بدا حديثه بسرد قصة زميل له تقدم لخطبة فتاة وكان شرط أباها أن يكون لديه وظيفة حكومية ، وفي الوقت الذي سعى فيه زميله للحصول على الوظيفة وامتلكها عاد ليجد فارسة أحلامه قد نسجت حياتها مع شريك حياة آخر كان جاهزاً وبيده وظيفة حكومية .
وتساءل ناصر هل أصبحت الوظيفة الحكومية هم ثم توجه إلى الأمثال الشعبية الحضرمية التي تدعو للانكفاء والرضا بالقليل وتحجيم الرغبة في المغامرة والتجربة مثل المثل القائل عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة والمثل الآخر الذي يقول القناعة كنز لايفنى وأضاف أن هذه أمثال يجب أن تلغى من قاموس حياتنا لأنها تدعو إلى الرضا بماهو موجود ، وتابع ناصر يقول بعد أن حصلت على وظيفة وبعد مرور سنوات عانيت من الملل والرتابة والروتين اليومي وقلت لنفسي هل سأظل حياتي كلها أسير هذه الوظيفة وهذا الراتب الذي بالكاد يسير أمور حياتي لآخر الشهر وعزمت على تقديم استقالتي فوصفني البعض بالمتسرع فيما وصفني آخرون بالغبي والمجنون ، لكني لم ألتفت لكل ذلك وتقدمت باستقالتي لمديري المباشر أمام ذهول كل زملائي .
بعد ذلك حاولت أن أزيد من خبراتي المهنية فدرست اللغة الإنجليزية ودورات مهمة وتقدمت بملفي لعدد من الشركات في صنعاء ورغم أن وقت قبولي تأخر لكن كان لدي يقين أن القادم فيه خير حتى تم الاتصال بي من قبل شركة أدوية في صنعاء قبلتني مسئولاً في أحد إدارات هذه الشركة وبحمدالله أصبحت عنصرا فاعلا في الشركة وأصبحت أحصل على راتب يوازي راتب عدة سنوات في عملي لديى الحكومة وبنيت مستقبلي وتزوجت وحققت الكثير من الأمنيات .
وتوجه في ختام حديثه بكلمة لكل الشباب في حضرموت بأن يصل طموحهم إلى السحاب ويعانق عنان السماء وأن تكون لديهم الرغبة دائما في الوصول إلى ماهو أعلى .