العادة السرية أضرارها - حكمها - أسبابها - علاجها

العادة السرية

أضرارها - حكمها - أسبابها - علاجها


بعض الشباب حين يقع في العادة السرية " الاستمناء " يتعامل معها كمسألة عابرة وخفيفة، ولا يعلم أنها قد تشكل باقي حياته المستقبلية حتى بعد الزواج.

فكثير ممن أدمنها استمر إدمانه عليها حتى بعد زواجه وأصبح ضعيفًا وغير قادر على الاستمتاع بزوجته، وقد يصاب بالضعف الجنسي ولا تكتمل علاقته الجنسية إلا باستخدامها؛ مما يؤثر في علاقته بزوجته ويتسبب في انهيار ثقته بنفسه.

ولهذا فحين نحذر الشباب منها، فلا بد أن يعلموا أن الاستمرار فيها قد يؤدي إلى مشكلات جسمية ونفسية كبيرة وممتدة، إضافة إلى مشكلة الوقوع في أمر محرم.

العادة السرية:
♦ هي ما يسمى الاستمناء، وهو العبث بالأعضاء التناسلية بطريقة منتظمة ومستمرة؛ بغية استجلاب الشهوة.

♦ العادة السرية هي تخيُّل لشيء غير موجود في الواقع؛ أي: من صنع الخيال، وهنا مكمن الخطورة وهي عملية جنسية غير كاملة، وبهذا فإنها لا تنتهي بالخاتمة الطبيعية للعملية الجنسية بالإشباع والاسترخاء وبالتالي فإن عدم حدوث هذا الإشباع الجنسي، يؤدي إلى احتقان دموي في منطقة الحوض، بما له من آثار طبية سيئة على الجهاز التناسلي وعلى سائر أجهزة الجسم، كما أنه قد يؤثر بعد فترة طويلة من ممارسة هذه العادة، على كفاءة الانتصاب وسرعة القذف؛ مما يجعل الشاب بحاجة للعلاج.

أضرارها:
جسمية - نفسية - اجتماعية - دينية.

ومنها:
• الإحساس بعقدة الذنب والإثم والندم، والشعور بالحقارة والقذارة.

• سرعة الانفعال.

• الوسواس والاضطراب النفسي.

• العزلة والارتياب في الآخرين.

• البرود الجنسي المزمنة، فيكون الجماع خاليًا من أي نشوة جنسية بعد الزواج.

• كما أن هذه العادة تسلب منهم الغيرة والشهامة والحيوية.

• فإنه يؤثر بالدرجة الأولى على النظر والسمع.

• انحلال القوة الجسمية والنفسية.

• وفقر الدم، واصفرار الوجه.

• وانسداد الشهية.

• وضعف الذاكرة.

• والنحافة وتراخي الأعصاب و الدوار.

• حرقان عند التبول.

• نزول بعض الإفرازات المخاطية صباحًا من العضو.

• احتقان و تضخم البروستات.
التهابات مزمنة للبروستات.

• سرعة القذف عند ممارسة العملية الجنسية الطبيعية.

• زيادة حساسية قناة مجرى البول.

حكمها:
أدلة التحريم النقلية والعقلية.
أولًا: الأدلة النقلية:
• من الكتاب: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾ [المؤمنون: 5، 6].

• وقوله تعالى:
﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾ [النور: 33]، وفي هذه الآية أمر من الله بالاستعفاف والصبر لمن لم يتمكن من الزواج حتى يغنيه الله من فضله.

• كذلك قوله تعالى: ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30]. وفي الآية إلزام بحفظ الفرج، وتجنُّب الدواعي المؤدية إلى عدم حفظه، والتي منها إطلاق البصر فيما حرم الله عز وجل.

• من السنة: ورد عن النبي أنه لعن ناكح يده، وهذا يعني الطرد والإبعاد من رحمة الله لمن يقترف عادة الاستمناء.

• قول جمهور العلماء: سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى عن حكم الاستمناء، فأجاب بقوله: أما الاستمناء باليد، فهو حرام عند جمهور العلماء، وهو أصح القولين.

ثانيًا: الأدلة العقلية:
• إن الاستمناء مخالفة للفطرة وفعلة غير مألوفة، فقد ركَّب الله الجهاز التناسلي في الجسم؛ ليؤدي وظيفة سامية ألا وهي الحفاظ على بقاء النوع الإنساني عن طريق الجماع المشروع.

• ولو تأمل العاقل قليلًا، لوجد أن البهائم نفسها لا تفعل هذه العادة القبيحة، فضلًا عن أن يمارسها الإنسان.

• ولو قال قائل: إن الاستمناء وسيلة ينفس بها الشاب عن نفسه نظرًا لكثرة الفتن ودواعي الزنا، فهو - أي الاستمناء - أخف الضررين. لهؤلاء نقول:

أن أخف الضررين لا يحل إلا في حالة انعدام الحلول المشروعة انعدامًا تامًّا.

أسبابها:
• ضعف الإيمان واليقين وانعدام الرقابة الذاتية والغفلة عن مقام الإحسان.

• ضعف التربية الأسرية والمدرسية.

• الصحبة الفاسدة بجميع أنواعها الواقعية والافتراضية.

• الهياج الجنسي:
حيث لا يستطيع الشخص أن يسيطر على نفسه ويكون سبب الهياج مرده إلى عدة أشياء؛ منها:
♦ مشاهدة المناظر الفاحشة ونحن نعلم أن النظرة المحرمة سهم من سهام الشيطان،
 مشاهدة القنوات الساقطة والتي همها الوحيد إسقاط الشباب والشابات في مستنقع الرذيلة

• حضور ومنتديات الترفيه غير البريء كحفلات الموسيقا والرقص والغناء، والمسارح الهابطة والنوادي المشبوهة، ودُور السينما الرديئة.

• المحادثات الغرامية سواء في الهاتف أو في الإنترنت.

• النوم على البطن.

• التفكير في الشهوة: وهو أهم نقطة؛ حيث إن أكثر الشباب والشابات يأتيهم الشيطان، فيجعلهم يفكرون في الصور الخليعة وغيرها مما يسبب الكارثة.

• الفراغ في الوقت: حيث إنه كلما تفرغ شخص يفكر في أقرب شيء إلى نفسه وهو الجنس.

• الظن الخاطئ:
حيث إن كثيرًا من الذين يعملون العادة السرية يظنون أنهم إذا فعلوها سوف يشبعون غريزتهم، ولكنهم في الحقيقة يتجهون نحو الإدمان.

فهو يشبعها لمدة دقائق معدودة وبعدها يهيج من جديد؛ مما يجعل بعض الأفراد يفعلوها أكثر من مرة، وهذا انتحار، ولكن ببطء.

رباعية البرمجة للحل:
الطاقة البدنية: في حاجة إلى استثمار في أنشطة تبني الجسم الصحيح وتصونه.

الطاقة الذهنية: في حاجة إلى استثمار في أنشطة تشبع حاجات العقل.

الطاقة الروحية: في حاجة إلى استثمار بالعبادة وغيرها.

الطاقة النفسية: في حاجة للقناعة العقلية واستثمار البدائل العاطفية والمثيرات النفسية.

نموذج برنامج يومي للتغلب على العادة:
• ابدأ "اليوم" باسم الله.

• تخلص من أدوات "النشاط المرضي"، واعلم إذا كانت الأدوات "متاحة" ستصعب مهمتك.

• المجاهدة كل يوم لملء الفراغات، مقاومة المقدمات، استثمار الوحدة.

• خذ وقتًا كافيًا في التوجه إلى الله سبحانه، وسؤاله العون والتوفيق.

• اعلم أن الله سيوفقك إن علم صدق نيتك، ورأى بداية جهدك.

• تعلم أن تجعل الصلة بالله ركنًا أساسيًّا، ومكونًا رئيسيًّا في شخصيتك، ونفسيتك، وحياتك.

• إذا كنت قد رجعت في توبتك قبل ذلك، لِيرَ منك الله هذه المرة إصرارًا أكبر، وخطة أحكم تحبه أن يباركها.

• تحدث إلى الله بكلامك أنت، ولغتك أنت، إضافة إلى الأدعية المأثورة، تحدث معه بكلماتك المعبرة البسيطة، واعرض أمامه المشكلة التي يعلمها، وعزمك الذي يراه، وحاجتك التي تريدها منه.

• احسب كم من المال يمكن أن تعطي لنفسك عن كل يوم تنجح فيه، وسوف تدخر أموال "الجوائز" لمكافأة كبيرة.

• هدفك المرحلي أن تتوقف عن الفعل المرضي لمدة "ثلاثين يومًا" تزيدها فيما بعد إلى "مائة يوم"، تكافأ نفسك بعد كل مرحلة بالأموال المدخرة برحلة طويلة، أو غير ذلك مما تحب.

• بعدها ستجمع مالًا " عن كل يوم"؛ لتكافأ نفسك عن النجاح لمدة 250 يومًا بمكافأة أكبر تقوم بها.

• ستكافأ نفسك بعد ذلك في ذكرى مرور عام على آخر مرة مارست فيها النشاط السيئ.

• بعد ذلك ستحصل على مكافأتك لنفسك كل عام.

• اجعل للأموال صندوقًا معينًا، ثم ضعها شهريًّا في أي وعاء ادخاري: حساب مصرفي مثلًا "خارج المنزل"، وفي موعد المكافأة اسحب المال، وتمتع بالمكافأة المادية، وبفضل الله عليك.

• قبل أن تودع المبلغ في المصرف ضعه أمامك لتشاهد علامات نجاحك أولًا بأول، وتحمد الله على نعمته.

• ماذا تفعل لو فشِلت مرة؟ مع مراعاة ما ذكرناه في بند "التعامل مع الشعور بالذنب"، عليك بالتبرع بالأموال التي ادخرتها لنشاط خيري نافع، وسيكون عليك أن تبدأ من جديد.

• تخلص من أدوات ومقدمات "النشاط السيئ أولاً بأول.

• توجه إلى الله سبحانه، وأسأله العون كما فعلت من قبلُ وأكثر.

• راجع خطتك لتدرس نقطة الخلل وتتلافاها هذه المرة.

• حدد مقدار مكافأتك المالية.

• كافئ نفسك عن كل يوم بالادخار لمدة مائة يوم.

• في نهاية المائة يوم نفِّذ المكافأة.

• إذا فشلت تبرع بالمال، وإذا نجحت واصل لمدة 250 يومًا.

• كافئ نفسك ثم واصل لنهاية العام.

• كافئ نفسك في نهاية كل عام من النجاح.

وستنجح حتمًا، وتصبح حياتك أكثر انتظامًا في كل نواحيها.

• أتمنى أن تكون هنالك فائدة لما تعلمناه.

كيف تقوم بتعديل عاداتك اليومية؟
• تجنب لبس السراويل الضيقة، فإنها من عوامل الإثارة، وكذلك ما يسمى بالمايوه.

• تجنب النوم على البطن؛ لأن فيه تحريكًا لما كمن من الغريزة، وإيقاظًا للشهوة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

• تجنيب اليد من العبث بالفرج بقصد أو بغير قصد.

• البعد عن الاستغراق في التفكير في الشهوات، ومحاولة طرد الشيطان والأفكار.

• تغيير الفكرة بسرعة بتذكر أي موضوع مختلف تمامًا ومناقض للشهوة الجنسية.

• فإن سكن قلبك فتذكر القيامة والحساب والعرض على مَن لا تخفى عليه خافية مع الاستعانة بذكر الله والاستعاذة من الشيطان الرجيم.

• ألا يركز الإنسان بصره إلى عورته عند الاستحمام، وعند إزالة شعر العانة.

• حتى لا تذهب به الأفكار يمينًا و شمالًا.

• تجنب مخالطة النساء وإدامة النظر إلى الغلمان والمردان.

• تجنب كثرة الأكل والشرب والتأدب بالآداب الشرعية عند الطعام.

• ليكن نظام طعامك صحيًّا وبعيدًا عن الأطعمة التي تزيد في الشهوة.

• مارس هواية رياضية يوميًّا بشكل منتظم.

• تجنب الفراغ والخلوة قدر الإمكان وتحصن بالأذكار دومًا.

• احرص على الزواج فهو خير علاج.

قد تحتاج في بعض الأحيان إلى مساعدة وعلاج للتخلص منها، فلا تتردد حينها في طلب المساعدة من العيادات النفسية المتخصصة في العلاج النفسي والسلوكي.

اللهم انفعنا بما قلنا وبما سمعنا، وتحياتي لكم.