الحجر الأسود قطعة من الجنة حملها جبريل إلى إبراهيم

  • الحجر الأسود قطعة من الجنة حملها جبريل إلى إبراهيم.. وكان أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بنى آدم.. وتعرض لمحاولات سرقة 5 مرات.. وقال النبى "ما من مسلم يسأل الله شيئا عنده إلا أعطاه إياه"
  • يتكون الحجر الأسود من عدة أجزاء رُبطت معاً عن طريق إطار من الفضة، والتى يتم تثبيتها بواسطة المسامير الفضية إلى حجر، وعززت بعض الأجزاء الصغيرة معا من خلال لصق سبعة أو ثمانية أجزاء مع بعضهما، الحجم الأصلى للحجر هو نحو 20 سنتيمترا (7.9 إنش) فى 16 سنتيمتر (6.3 إنش)، حجمه الأصلى غير واضح نتيجة لتغير أبعاده على مر الزمان، كما تم إعادة تشكيل الحجر فى عدة مناسبات. وقال محمد بن خزاعة حين رد القرامطة الحجر سنة 339 هـ وعاينه قبل وضعه: «تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع، فإذا السواد فى رأسه فقط، وسائره أبيض، وطوله قدر ذراع». فى القرن العاشر الميلادى وصفه المؤرخون أنه بيضاوى الشكل يبلغ ذراع واحد (ما يزيد قليلا عن 1.5 قدم (0.46 م)، فى أوائل القرن السابع عشر الميلادى سجلت قياساته على أنها 1.5 ياردة (1.4 م) فى 1.33 ياردة (1.22 م)، وفى القرن الثامن عشر قام على بك الكبير بأول محاولة لقياس الحجر الأسود، وبلغ طوله 42 بوصة (110 سم)، وفى عهد محمد على باشا تم قياسه بشكل أفضل حيث سجلت مقاساته: 2.5 قدم (0.76 م) طولاً فى 1.5 قدم (0.46 م)عرضاً.
  • الحجر الأسود جاء به جبريل إلى إبراهيم عليهما السلام من السماء؛ ليوضع فى مكانه من البيت. فقد روى ابن جرير فى تفسيره، والأزرقى فى أخبار مكة بإسناد حسن، وكذا رواه الحاكم فى مستدركه، قال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه عن خالد بن عرعرة أن رجلا قام إلى على فقال: «ألا تخبرنى عن البيت؟ أهو أول بيت وضع فى الأرض؟ فقال: لا ولكن هو أول بيت وضع فيه البركة، مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا، وإن شئت أنبأتك كيف بنى: إن الله أوحى إلى إبراهيم أن ابن لى بيتا فى الأرض. قال: فضاق إبراهيم بذلك ذرعا، فأرسل الله السكينة، ولها رأسان - فاتبع أحدهما صاحبه حتى انتهت إلى مكة، فتطوت على موضع البيت كتطوى الحجفة، وأمر إبراهيم أن يبنى حيث تستقر السكينة، فبنى إبراهيم وبقى حجر، فذهب الغلام يبغى شيئًا، فقال إبراهيم: لا ابغنى حجرًا كما آمرك، قال: فانطلق الغلام يلتمس له حجرًا، فأتاه فوجده قد ركب الحجر الأسود فى مكانه، فقال: يا أبت، من أتاك بهذا الحجر؟ قال: أتانى به من لم يتكل على بنائك، جاء به جبريل من السماء، فأتماه.
  • فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «نزل الحجر الأسود وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بنى آدم» رواه الترمذى وحسنه، وفى رواية: «الحجر الأسود من الجنة» رواه النسائى، وفى رواية: «نزل الحجر الأسود من الجنة كان أشد بياضًا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك» رواه أحمد.
  • '''

    # فقد جاء عن عمر رضى الله عنه «أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله، فقال: إنى أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنى رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك» رواه البخارى. ثواب تقبيل أو استلام الحجر الأسود: روى ابن خزيمة فى صحيحه، وأحمد فى مسنده، والحاكم فى مستدركه وصححه ووافقه الذهبى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لهذا الحجر لسانًا وشفتين يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق". إعادة وضعه من النبى محمد جاء فى كتب السيرة أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، حين كان فى الخامسة والثلاثين من عمره (أى قبل البعثة)، أرادت قريش إعادة بناء الكعبة، فحصل خلاف أيُّهم يكون له فخر وضع الحجر الأسود فى مكانه، حتى كادت الحرب تنشب بينهم بسبب من ذلك، وأخيراً جاء الاتفاق على أن يحكّموا فى ما بينهم أول من يدخل من باب الصَّفا، فلما رأوا محمداً أول من دخل قالوا: «هذا الأمين رضينا بحكمه»، ثم إنهم قصّوا عليه قصَّتهم فقال: «هلمَّ إلى ثوباً» فأُتى به، فنشره، وأخذ الحجر فوضعه بيده فيه ثم قال: «ليأخذ كبير كل قبيلة بطرف من أطراف هذا الثوب»، ففعلوا وحملوه جميعاً إلى ما يحاذى موضع الحجر من البناء، ثم تناول هو الحجرَ ووضعه فى موضعه، وبذلك انحسم الخلاف. تاريخ الحجر الأسود الأليم: تذكر كتب السير والتاريخ بناء قريش للكعبة المشرفة قبل مبعث النبى - صلى الله عليه وسلم -، حيث نصبه - صلى الله عليه وسلم - بيديه الشريفة فى موضعه الذى فيه، وبقى منصوبًا فى مكانه لم يطرأ عليه تغيير، حتى وقع الحريق العظيم فى الكعبة المشرفة فى حصار جيش الحصين ابن نمير لعبد الله بن الزبير رضى الله عنهما، فتصدع الركن من الحريق ثلاث فرق، فشده ابن الزبير بالفضة. وفى سنة تسع وثمانين ومائة لما اعتمر أمير المؤمنين هارون الرشيد ورأى الفضة قد رقت ولقلقت حول الحجر حتى خافوا على الركن أن ينقض، أمر بالحجارة التى بينها الحجر الأسود فثقبت بالماس من فوقها وتحتها، ثم أفرغت فيها الفضة، وكان الذى عمل ذلك ابن الطحان مولى ابن المشمعل، وبقيت الفضة هذه إلى عهد الأزرقى أى إلى ما قبل 250هـ، كما ذكر فى تاريخه. حادثة القرامطة مع الحجر الأسود: وتذكر كتب التاريخ أيضًا أنه فى سنة 317هـ حدثت فتنة عظيمة، وحادثة شهيرة، قام بها القرامطة، وهم من الباطنية، وهؤلاء قوم تبعوا طريق الملحدين، وجحدوا الشرائع، وقد فصل ابن الجوزى القول فى عقائدهم وأعمالهم الشنيعة فى كتابه المنتظم، وكان من هؤلاء ملك البحرين أبو طاهر سليمان بن أبى سعيد حسن بن بهرام القرمطى الجنابى الأعرابى، على مكة يوم التروية من سنة 317هـ والناس محرمون، فقتل الحجيج حول الكعبة وفى جوفها، وردم زمزم، كما قتل غيرهم فى سكك مكة وما حولها، زهاء ثلاثين ألفًا من غير الحجيج، وسلب كسوة الكعبة وجردها، وأخذ بابها، وحليتها وقبة زمزم، وجميع ما كان فيها من آثار الخلفاء، التى زينوا بها الكعبة، وصعد على عتبة الكعبة يصيح: "أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا". وقيل: دخل قرمطى سكران على فرس، وضرب الحجر بدبوس فتكسر، وقيل: إن الذى ضرب الحجر الأسود بالدبوس أبو طاهر بنفسه، وأقام بمكة أحد عشر أو اثنى عشر يومًا، واقتلع الحجر الأسود من موضعه، وأخذه إلى بلده هجر، وطلع رجل منهم البيت ليقلع الميزاب، فلما صار عليه سقط، فاندقت عنقه، فقال القرمطى: لا يصعد إليه أحد، ودعوه فترك الميزاب ولم يقلع، وقيل: إنه هلك فى نقل الحجر تحته أربعون جملاً، فلما أعيد كان على قعود ضعيف فسمن . وقيل: إنه أراد أخذ المقام فلم يظفر به؛ لأن سدنة المسجد الحرام غيبوه فى بعض شعاب مكة، فتألم بفقده، فعاد عند ذلك على الحجر الأسود، فقلعه له جعفر بن أبى علاج البَنَّاء المكى بأمر القرمطى بعد صلاة العصر من يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذى الحجة . وبقى موضع الحجر من الكعبة خاليًا، والحجر عند القرامطة 22 سنة، يضع الناس فيه أيديهم للتبرك، وهلك أبو طاهر بالجدرى فى رمضان سنة 339هـ ثم ردوه إلى المسلمين. قال ابن فهد فى حوادث سنة 339هـ: فلما كان يوم الثلاثاء يوم النحر وافى سنبر بن الحسن القرمطى مكة، ومعه الحجر الأسود، فلما صار بفناء الكعبة ومعه أمير مكة أظهر الحجر الأسود من سفط وعليه ضباب فضة، قد عملت من طوله وعرضه، تضبط شقوقًا قد حدثت عليه بعد انقلاعه، وأحضر معه جمعًا يشهدون، فوضعه سنبر بيده، ويقال: إن الذى أعاد الحجر مكانه بيده حسن بن المرزوق وشده الصانع بالجص، وقال سنبر: أخذناه بقدر الله تعالى، ورددناه بمشيئة الله. ويقال: إنه قال: أخذناه بأمر وأعدناه بأمر. ونظر الناس إلى الحجر، فتبينوه وقبلوه واستلموه وحمدوا الله تعالى . وذكر مثله المسبحى أيضًا فقال: وكان مدة كينونة الحجر عند القرامطة اثنين وعشرين سنة إلا أربعة أيام، وكان المنصور بن القائم بن المهدى راسل أحمد بن أبى سعيد القرمطى أخا أبى طاهر لأجل الحجر، وبذل له خمسين ألف دينار ذهبًا فلم يفعل، ويقال: إن بَجْكَم التركى مدبر الخلافة ببغداد بذل للقرامطة على رد الحجر الأسود خمسين ألف دينار، فأبوا وقالوا: أخذناه بأمر ولا نرده إلا بأمر، هذا قول ابن فهد . وقال ابن أبى الدم فى الفرق الإسلامية: إن الخليفة راسل أبا طاهر فى ابتياعه فأجابه إلى ذلك، فباعه من المسلمين بخمسين ألف دينار، وجهز الخليفة إليهم عبد الله بن عكيم المحدث وجماعة معه، فأحضر أبو طاهر شهودًا على نواب الخليفة بتسليمه، ثم أخرج لهم أحد الحجرين المصنوعين، فقال لهم عبد الله بن عكيم، إن لنا فى حجرنا علامة أنه لا يسخن بالنار، وثانية أنه لا يغوص فى الماء، فألقاه فى الماء وغاص، ثم ألقاه فى النار فحمى، وكاد يتشقق، فقال: ليس هذا بحجرنا، ثم أحضر الحجر الثانى المصنوع، وقد ضمخه بالطيب وغشاه بالديباج يظهر كرامته، فصنع به عبد الله كما صنع بالأول، وقال: ليس هذا بحجرنا، فأحضر الحجر الأسود بعينه فوضعه فى الماء فطفا، ولم يغص، وجعله فى النار فلم يسخن، فقال: هذا حجرنا، فتعجب أبو طاهر. حادثة أخرى سنة 363هـ: ذكر ابن فهد فى حوادث سنة 363هـ: وفيها بينما الناس فى وقت القيلولة وشدة الحر، وما يطوف إلا رجل أو رجلان، فإذا رجل عليه طمران مشتمل على رأسه ببرد، يسير رويدًا، حتى إذا دنا من الركن الأسود، ولا يعلم ما يريد، فأخذ معولاً، وضرب الركن ضربة شديدة حتى خفته الخفتة التى فيه، ثم رفع يديه ثانيًا يريد ضربه، فابتدره رجل من السكاسك من أهل اليمن حين رآه وهو يطوف، فطعنه طعنة عظيمة بالخنجر حتى أسقطه، فأقبل الناس من نواحى المسجد فنظروه، فإذا هو رجل رومى جاء من أرض الروم، وقد جعل له مالا كثيرا على ذهاب الركن ومعه معول عظيم، قد حُدّد وذُكر بالذكور - أى صيره فولاذًا صلبًا - وقتل الذى أراد ذهاب الركن وكفى الله شره، قال: فأخرج من المسجد الحرام، وجُمع حطب كثير، فأحرق بالنار. حادثة أخرى سنة 414هـ: فقد ذكر ابن الجوزى والفاسى وابن الأثير وغيرهم واللفظ لابن الأثير قال فى هذه السنة كان يوم النفر الأول يوم الجمعة، فقام رجل من مصر، بإحدى يديه سيف مسلول، وفى الأخرى دبوس، بعدما فرغ الإمام من الصلاة، فقصد ذلك الرجل الحجر الأسود كأنه يستلمه، فضرب الحجر ثلاث ضربات بالدبوس، وقال: إلى متى يعبد الحجر الأسود ومحمد وعلى؟ فليمنعنى مانع من هذا، فإنى أريد أن أهدم البيت، فخاف أكثر الحاضرين وتراجعوا عنه، وكاد يفلت، فثار به رجل فضربه بخنجر فقتله، وقطعه الناس وأحرقوه، وقتل ممن اتهم بمصاحبته جماعة وأحرقوا، وثارت الفتنة، وكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين رجلاً غير من اختفى منهم. وألح الناس، ذلك اليوم، على المغاربة والمصريين بالنهب والسلب، وعلى غيرهم فى طريق منى إلى البلد، فلما كان الغد ماج الناس واضطربوا، وأخذوا أربعة من أصحاب ذلك الرجل، فقالوا: نحن مائة رجل، فضربت أعناق هؤلاء الأربعة، وتقشر بعض وجه الحجر من الضربات، فأخذ ذلك الفتات وعجن بلُكٍّ وأعيد إلى موضعه». حادثة أخرى سنة 1351هـ: ذكر المؤرخ حسين باسلامة فى كتابه تاريخ الكعبة المعظمة هذه الحادثة التى وقعت فى عصره فى شهر محرم سنة 1351هـ فقال: جاء رجل فارسى من بلاد الأفغان، فاقتلع قطعة من الحجر الأسود، وسرق قطعة من ستارة الكعبة، وقطعة من فضة من مدرج الكعبة الذى هو بين بئر زمزم وباب بنى شيبة، فشعر به حرس المسجد الحرام، فاعتقلوه، ثم أعدم عقوبة له، كما أعدم من تجرأ قبله على الحجر الأسود بقلع أو تكسير أو سرقة. ثم لما كان يوم 28 من ربيع الثانى سنة 1351هـ حضر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود من مصيفه بالطائف قبل توجهه إلى الرياض المسجد الحرام وحضر معه الشيخ عبد الله الشيبى، نيابة عن والده رئيس السدنة الشيخ عبد القادر بن على الشيبى وحضر بعض الأعيان، ثم أحضر مدير الشرطة العام محمد مهدى بك تلك القطعة التى اقتلعها ذلك الفارسى، وعمل الأخصائيون مركبًا كيماويًّا مضافًا إليه المسك والعنبر، وبعد أن تم تركيب المركب المذكور الذى استحضر خصيصًا لأجل تثبيت تلك القطعة التى قلعت من الحجر الأسود وضعه الأخصائيون فى الموضع الذى قلعت منه تلك القطعة، ثم أخذ الملك عبد العزيز آل سعود قطعة الحجر الأسود بيده ووضعها فى محلها تيمنًا، وأثبتها الأخصائيون إثباتًا محكمًا. بريطانى يسلم بسبب الحجر الأسود: يقول الدكتور زغلول النجار إنه جاء أحد البريطانين يريد أن يأخذ جزءً من الحجر الأسود لتحليلها ولمعرفة هل هو حجر من السماء كما أخبر النبى صل الله عليه وسلم، وبالفعل نجح ذلك البريطانى فى الوصول للحجر بعد أن تعلم العربية، وأخذ جزءا منه بآلة حادة صغيرة وذهب إلى بلاده ليكتشف أنه (نيزك) من نوع فريد، فتأثر الرجل لذلك وأعلن إسلامه، وكتب كتابًا سماه (رحلة إلى مكة) من جزأين، وصف فى الجزء الأول عداءه للإسلام وتآمره على المسلمين، وفى الجزء الثانى وصف خضوعه لله رب العالمين. وفى الأثر الشريف أن عند الحجر الأسود تسكب العبرات وتذهب الحسرات، وتجاب الدعوات، فقد روى عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه قال "استقبل النبى صلى الله عليه وسلم الحجر، ثم وضع شفتيه عليه يبكى طويلا، ثم التفت فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكى فقال: يا عمر هاهنا تسكب العبرات". وهو موطن من مواطن إجابة الدعاء، فعن ابن عباس رضى الله عنهما مرفوعا أنه قال: «إن الركن يمين الله عز وجل فى الأرض، يصافح بها خلقه، والذى نفس ابن عباس بيده، ما من امرئ مسلم يسأل الله عز وجل شيئا عنده إلا أعطاه إياه قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود، وله لسان ذلق يشهد لمن استلمه بالتوحيد.