سياحة الرعب في العالم العربي


سياحة الرعب في العالم العربي

بلدان كثيرة استغلت بعض معالمها التي جرت فيها أحداث أليمة، أو اشتهرت بالقصص الغريبة، وحوّلتها مزارات سياحية تدرّ دخلاً قومياً. بعيداً عن الأماكن التي شهدت مآسي عبر التاريخ، في بعض الدول العربية معالم حامت حولها أساطير وقصص مرعبة، نسجتها مخيلة المجتمعات التي عاشت على مقربة منها. هذه الأماكن اليوم مهجورة، غير أنها قد تصلح لتكون معالم سياحية.
"قصر البارون"، مصر
يذكّر هذا القصر المهجور بهندسته الخارجية بقصور أفلام الرعب. يقع قصر البارون في حيّ مصر الجديدة في القاهرة، على مساحة 12.500 ألف متر مربع، ويمتاز بطابعه المعماري البديع، إذ إنه القصر الوحيد تقريباً في العالم الذي لا تغيب عنه الشمس. يقال إن قاعدته بنيت على صينية من العجالات بحيث يلفّ القصر بمن فيه كل ساعة ليرى الواقف في شرفته كل ما يدور حوله، ويتبع الشمس في دورانها على مدار ساعات النهار.

القصر الذي بناه المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان Edouard Empain وصممه المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل عام 1911، دارت حوله الكثير من الأساطير. زعم الكثيرون أن هنالك أشباحاً في القصر، مستندين إلى أصوات تسمع ليلاً مصدرها نقل أثاث بين حجرات القصر، وأضواء تضيء وتنطفئ فجأة في ساحته الخلفية.

تقول الأسطورة إن الشبح المقيم في القصر هو روح البارونة هيلانة، أخت البارون إمبان، والتي سقطت من شرفة غرفتها الداخلية. نظراً لحالة الغموض والإثارة التي أحاطت بالقصر، طالبت بعض الشركات الأجنبية تصوير أفلام رعب داخله. فضلاً عن أن "قصر البارون"، أول فيلم رعب مصري ثلاثي الأبعاد، تدور قصّته حول تاريخ القصر.

"الجزيرة الحمراء"، الإمارات
يصل عمر منطقة الجزيرة الحمراء في إمارة رأس الخيمة إلى نحو 400 عام. ويصل عدد البيوت المنتشرة فيها إلى قرابة الألف منزل، مع قصرٍ قديم تدور حوله شائعات عدة. هذه البيوت التراثية مهجورة منذ القدم، ونتيجة الإهمال الذي تعانيه المنطقة، حيطت بكثير من القصص الغريبة، إحداها إقامة الأشباح فيها. هذا ما دفع بمخرج إماراتي شاب هو ماهر الخاجة إلى تصوير فيلم وثائقي عن المنطقة وعن الأساطير والخرافات التي تحوم حولها لدحض مزاعم البعض بأنها مسكونة بالأشباح. تحوّل فيلمه في النهاية إلى موكيومنتري Mockumentary يعتمد على مشاهد وثائقية لعرض أحداث متخيّلة. وقد أطلق عليه عنوان "لعنة ابليس".