صدى عدن - رويترز :
أحيا عشرات الآلاف من محافظات الجنوب في عدن يوم الأحد الذكرى السابعة والأربعين لاستقلال عدن والجنوب من بريطانيا في عام 1967 .
وأقيم مهرجان جماهيري حاشد في ساحة العروض في قلب مدينة عدن التي يعتصم فيها الجنوبيون منذ قرابة شهر ونصف الشهر شاركت فيه وفود جاءت من مختلف محافظات الجنوب في مواكب كثيرة من السيارات تحمل الآلاف من المناطق الحضرية والريفية منذ يوم السبت إلى عدن تلبية لدعوة من الحراك الجنوبي لإحياء هذه المناسبة التي أطلق عليها (تقرير المصير وفك الارتباط عن الشمال).
وألقي في المهرجان عدد من الخطب والكلمات التي طالبت بفك الارتباط عن الشمال واستعادة دولة الجنوب السابقة.
ورفع المحتشدون الذين تجمعوا أعلام دولة الجنوب السابقة ورددوا شعارات تطالب بالحرية والاستقلال. ومن بين هذه الشعارات “هدفنا التحرير والاستقلال والسيادة على دولة الجنوب” و”باسم الشهداء والجرحى والمعتقلين لن نتراجع.. لن نهدأ حتى طرد المحتلين” و”ثورة ثورة يا جنوب”.
وساد الهدوء ساحة الاحتفال ولم تحدث أي مواجهات أو اشتباكات مع قوات الأمن والجيش التي اختفت من الساحة وعززت انتشارها بكثافة في محيط مؤسسات حكومية والمنشآت الحيوية تحسبا لأي أعمال عنف.
وقال ردفان الدبيس المتحدث الرسمي باسم ساحة الاعتصام بعدن ان كافة مكونات السياسية في الجنوب باتت مقتنعة ومتفقة على ضرورة استقلال الجنوب واستعادة دولته.
وأضاف أنه بات على دول المنطقة والمجتمع الدولي دعم هذه المطالب. وقال إن تجاهل دول المنطقة لهذه المطالب يمكن ان يدفع بها نحو الفوضى والعنف وظهور جماعات متطرفة مسلحة.
وأكد أن الفعاليات الاحتجاجية الجنوبية ستتواصل ولن تنتهي إلا بتحقيق استقلال تام وكامل للجنوب.
وأعلن الحراك الجنوبي يوم الأحد إغلاق كافة المنافذ الحدودية الجنوبية مع الشمال في إطار خطوات تصعيدية جديدة مطالبة باستعادة دولة الجنوب قبل الوحدة مع الشمال عام 1990
وأكدت مصادر محلية لرويترز أن أنصار الحراك أغلقوا منافذ سناح بالضالع وكرش ومكيراس وأوقفوا حركة المرور فيها.
وقال حسين بن شعيب رئيس اللجنة الاشرافية لمخيم الاعتصام بعدن ان خطوة إغلاق الحدود مع الشمال تأتي ضمن خطوات التصعيد التي بدأت يوم الأحد مع الاحتفال بذكرى الاستقلال.
وأشار إلى انه تم إغلاق الحدود بصورة رمزية ووضع لجان شعبية على تلك المنافذ.
وأكد بن شعيب أن الفعاليات الاحتجاجية ستبقى في ساحات الاعتصام في عدن والمكلا بحضرموت إلى ما بعد 30 نوفمبر تشرين الثاني بصورة سلمية دون اقتحام للمؤسسات الحكومية مع استمرار الجنوبيين بمطالبتهم بحقهم في استعادة دولتهم مضيفا أن ذلك يرافقه تنفيذ اعتصامات وإضرابات لعمال تلك المؤسسات حتى الوصول إلى السيطرة على الأرض وإجبار الدولة على التفاوض نديا كجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية لفك هذه الشراكة.
ويؤكد مراقبون ومتابعون للشأن الجنوبي ان الحراك المتسارع في الشارع الجنوبي استطاع ان يحقق على مدى شهر ونصف منذ بدء الاعتصام المفتوح ما لم يحققه منذ ثماني سنوات من إشهار الحراك الجنوبي عام 2007 من مكاسب على الأرض حيث كسب تأييد أعداد كبيرة ممن يطلقون عليهم الفئات الصامتة ليس على مستوى الأفراد فحسب بل على مستوى مؤسسات وهيئات الحكومة والنقابات العمالية الواسعة في عدن التي أعلنت انضمامها لساحة الاعتصام.
ويرى كثير من المراقبين السياسيين والمتابعين أن فرص دعوات انفصال الجنوب عن شمال اليمن أصبحت مواتية في الوقت الراهن في ضوء تصاعد الأوضاع السياسية والأمنية في الشمال خاصة عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وفي ظل ضعف واضح في أجهزة الدولة التي غدت مهددة بالانهيار.
إشترك بالنشرة البريدية
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء